الكلمة الأخيرة من العنوان السابق، وبكل أمانة، صعبة جدًّا على لساني، وليعذرني مَنْ حاول نطقها بسرعة ولم يستطع.
مصطلحات جديدة يصدرها لنا "تويتر" السعودي من وقت لآخر، وعذراً لكل من تخطئ أصابعه كتابة تغريدة ما فـ"يبلش بتاليتها" فيلصقها بالطرف المقابل المعادي له.
وبحسب أخبار الفضائيات العربية المتخصصة بدأت حركة الإخوان، التي تحكم مصر حالياً، بتكوين مجلس الوزراء على غرار التكنوقراط، وبهذا بدأت الحركة أكثر وضوحاً في انفتاحها، ومن ثم ركزت على ملاحقة الفاسدين، والعمل على الإصلاح الاقتصادي والأمن الداخلي، ونتائج المستقبل هي ذاتها ما تحدد نجاح أو فشل تخطيطها. لكن مغرداً ما يطلق مصطلح "الإخونجية" على آخر، دون أن يتحلى بما ينادي به من ديمقراطية بسيطة، ويقبل بما خطط له، وينتظر حتى يرى النتائج.
أما "سلفجي" فهو مصطلح من ينتمي إلى الحركة السلفية، وطارت هذه الكلمة من مثقف وكاتب يصف بها آخر، وبدأ الآخر بالرد، فكانت الحلقة الأولى، ومن ثم توالت الحلقات، وما زلنا ننتظر نهايتها. ولكن، من الطبيعي ألا يظهر شيء من تلك المناظرات؛ فالمنغلق مهما كان هو ذاته الدكتاتوري الذي لا يقبل رأياً آخر من أي حركة أو تيار كان؛ لذا لم يكن هناك إصلاح اقتصادي أو اجتماعي أو حلول يمكن ترجمتها على أرض الواقع لتنمية المجتمع والحفاظ على قيمه وشبابه، وتأهيلهم لتحمل صعاب المستقبل.
ولكن عندما أستمع إلى "الليبرالجي" فلا جديد غير المرأة والمَحْرم وتوظيف النساء، منذ نحو عشر سنوات من المتابعة لم نرَ مواضيع غير تلك المواضيع، كذلك الانفتاحية أو حتى الحرية نفسها كثير منهم لم يجد لها قالباً واضحاً يمكن أن يطبِّق من خلاله أو يترجم مبادئه لتُحلّ كثير من القضايا التي يعيشها المجتمع، ولا تتعارض مع مبادئ وقيم راسخة في مفهوم الأفراد، حتى مع التغيرات المدنية التي طرأت والتحولات السلوكية لدى الشباب، فلم يكن ما كان أكثر مما كان.
وبين تلك المصطلحات الثلاث التي تداولها الكثير من السعوديين عبر "تويتر"، ومتابعتي الدقيقة لها، لم تكن هناك نتائج تهم المتابع، ولن يوجد هناك أساساً مصلحة عامة من تداول هذه المصطلحات، والتراشق بها؛ فلم يكن منهم ما يملك خطوطاً عملية للقضاء على الفساد، أو تجديد قيم أو مبادئ يمكن أن يكون دورها واضحاً في صقل وتوجيه شباب اليوم، وللأسف منهم كتَّاب أعمدة صحفية أو مدَّعُو ثقافة.
وبعيداً عن هؤلاء، "شايب ما" في صحراء قاحلة من وطننا الغالي، المتقوقع على محيطه البسيط، ينتظر توافر الأعلاف ودعم الحكومة لها، ويشتاق لأخبار الأمطار ومكان سقوطها، وينظر إلى صفوف المسجد بعد الصلاة؛ ليتفقد حضور أبنائه، يحفزهم على طلب العلم، والغنيمة بأعمال الخير، والصدق والشهامة في التعامل مع الآخرين، يملك الوفاء وحب الوطن، ويترجم ذلك بالدعاء لقادتنا وعين الله ترعاهم، يتمنى تجديد ثقافة الإخلاص في العمل، والأمانة في التعامل، وحجب الظلم عن الكل، والحفاظ على الممتلكات العامة، والحديث بلا كلل عن ماضي الأجداد، وما هو واجبنا تجاه حماية وطننا.. لم يلتفت لأي من المصطلحات الثلاث؛ فكان هو الوطني بامتياز
غدير الشمري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]