تيار المستقبل يتجه لإجبار ميقاتي على الاستقالة..

غيّرت عملية اغتيال رئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن مبادئ اللعبة في لبنان. ورسمت ملامح جديدة لمعالم المواجهة المقبلة بين التيارات والتحالفات السياسية اللبنانية.
ورغم المعلومات الديبلوماسية التي تؤكّد أن قرار الولايات المتّحدة واضحٌ لجهة الحفاظ على الاستقرار في لبنان والإبقاء على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.
وتكشف معلومات أن تيار المستقبل اتّخذ قراره بالتصعيد. وأنّ تحرّكات احتجاجية ستبدأ في الشمال اللبناني اليوم، للضغط على الحكومة لدفع رئيسها إلى الاستقالة. وفي هذا السياق، علمت «الشرق» أنّ إيعازاً وصل إلى مسؤولي المناطق بضرورة التحرّك والسير قدماً في التصعيد، علماً أن هناك معلومات تتحدث عن إعادة اشتعال جبهة باب التبانة- جبل محسن.
في موازاة ذلك، لم يحصل تطوّر لافت على صعيد التحقيقات التي تُجريها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي لكشف المتورّطين في جريمة اغتيال العميد وسام الحسن، لكن المعلومات التي حصلت عليها «الشرق» تكشف أن «عناصر الفرع تمكنوا من تحديد ثلاث سيارات كانت تُستخدم لتبديل السيارة التي تحمل العبوة الناسفة».
وأشارت المعلومات إلى أنّ المنفّذين اختاروا طريقاً واحداً لرصد مرور الضابط الحسن، بعكس ما تناقلته وسائل الإعلام حول وجود أكثر من سيارة مفخخة زُرعت على أكثر من طريق. واستند عناصر المعلومات في ذلك على المعطيات التي تمكنوا من جمعها من كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة، التي بلغت 122 كاميرا.
وكشفت هذه الكاميرات أنّ المنفّذين لم يتركوا السيارة المفخخة تبيت في المنطقة يوماً واحداً، فقد كانوا يستبدلونها يومياً بعد الساعة الرابعة بسيارة أخرى لحجز مكان لها لليوم التالي.
وتعزز هذه الفرضية المعلومات التي تشير إلى أن الحسن سلك طريقاً مختلفاً أثناء وجود السيارة المفخخة مركونة في مكانها، ولم يحصل أي تفجير.
إضافة إلى ذلك، يجهد عناصر المعلومات لتحديد أرقام الهاتف التي كانت تعمل في المنطقة طوال مدة الرصد وأثناء حصول التفجير.
لكن، بحسب الأمنيين، رغم الجهد الذي يُبذل، فإن المحقّقين يستبعدون الوصول إلى نتيجة. فقد تبيّن أن السيارة التي استُخدمت في التفجير كانت مسروقة منذ حوالى سنة، وتم تغيير لونها الأسود إلى الرمادي. وفي ما يتعلق بمسألة كاميرات المراقبة، فإن احترافية المنفّذين تنبئ سلفاً بأنهم سيكونون وضعوا لوحات مزوّرة على الآليات التي استخدموها.
أضف إلى ذلك، فإن نوعية الصورة في كاميرات المراقبة رديئة ستمنع من تحديد هوياتهم.
يراهن الأمنيون على خطأ تقني قد يكون ارتكبه المنفّذون يسمح بكشف هوياتهم، فضلاً عن تحديد بصمة المتفجرات التي سيساعد فيها فريق تحقيق الـ FBI الذي زار لبنان منذ أيام، علماً أن ذلك يُساعد في تحديد مصدر المتفجرات. وتجدر الإشارة إلى أن المعلومات الأمنية المتداولة تشير إلى أن وسام الحسن كان متجهاً ساعة اغتياله لمقابلة الإعلامية اللبنانية ماريا معلوف في مكتبه الخاص في الأشرفية. ولفتت إلى أنه جرى استجواب معلوف، لكن المصادر نفت وجود أي علاقة للأخيرة في الجريمة.